أفتك من سي لوسي
- Sarah Baddar
 - May 15, 2024
 - 3 min read
 
Updated: May 18, 2024
كتبت: سارة بدار
افتك من سي لوسي
إن كنت قد شاهدت فيلم إشاعة حب ، فأنت بالتأكيد تعرف معنى هذه الجملة. في حالة عدم مشاهدتك لهذا الفيلم الأيقوني، فاسمح لي أن أصطحبك إلى عالمه. يبدأ الفيلم بعدم وجود عبد القادر النشاشجي في شركته بسبب سهراته النسائية والتي تشك زوجته في سلوكه دايما ويتستر عليه ابن أخته "محروس" مُقلدا صوته ومدعيا انهماكه في العمل. تضع سميحة، ابنة عبد القادر شروطا لفتى أحلامها، أهمها أن يكون " مقطع السمكة وديلها". تبدو"بهيجة هانم بنت سلطح بابا" والدة سميحة وزوجة عبد القادر النشاشجي، مُرتاحة لهذا الشرط وترى أن تزوجها لمن "شبع من تقطيع السمك وديلها ويتهدى بعد الجواز بدل ما يكون قطة مغمضة وبعدين يكون له علاقات بعد الجواز" لئلا تعاني ابنتها مثلما عانت هي من نزوات زوجها الذي لم تكن له علاقات نسائية قبل الزواج بها.
كانت سميحة تدرس بالجامعة خارج مدينتها بورسعيد وقام لوسي ابن خالتها طنط فكيهة بإيصالها إلى منزلها. ظهر مدى إعجاب سميحة بلوسي أمام زميلاتها وشعورها بالتميز بجواره، وغيرة زميلاتها بسبب رغبتهم في أن يحبهم بدلا عنها.

بدأت العنصرية باختيار الكاتب اسم "لوسي" للفنان جمال رمسيس. هذا الاسم الذي لم أقابل رجلا يحمله يوما ولكن المؤلف اختاره لحاجة في نفسه قضاها، فإن لوسي محكوم عليه ألّا يعامل كرجل ولهذا فإنه من الطبيعي أن يُنادى باسم أنثوي، بل وأكثر من ذلك، فإن اسمه بالكامل لوسي ابن طنط فكيهة، وفي اعتقادي أن هذا ليس لأنه ابن خالة سميحة، فعبد القادر بالتأكيد يعرف اسم زوج فكيهة وإنما هي إشارة خبيثة تُشكك لربما في كونه ابن حلال، هذا الذي يصفف شعره ويرتدي احدث صيحات الموضة. وعلى الجانب الآخر، يظهر شاب متجهم، قليل الذوق، غير مهندم يُدعى حسين، يقدم إلينا على إنه النموذج الذكوري الأمثل والذي يزيد اقتناعنا به، إصرار عمه عبد القادر النشاشجي على تزويجه ابنته وفي صورتنا الذهبية أن الأب لا يختار إلا أفضل رجل لابنته، فهل مميزات حسين تجعله الأفضل؟! الحقيقة أن الإجابة لا.
أولا،لم نعرف مؤهل حسين ولكن لا أظنه جامعيا وإلا لأشاد عبد القادر بذلك وحتى إن كان جامعيا، فهو بالتأكيد لن يُكلف نفسه عناء الماجستير. ثانيا، فإن حسين" مهزأة البلد من اولها لأخرها ومبيعرفش يربط كرافته" هذا ما قالته بهيجة ولم ينفه عبد القادر. ثالثا، إن كان لوسي يصرف فقط أموال والده وهو بذلك لا يُعد مسئولا، فلماذا يسكن حسين في منزل عبد القادر وبهيجة ويُعتبر مسؤولا، إنه لا يمتلك بيتا خاصا به بعد كل هذا الكد والتعب، فكيف سيوفر لسميحة مستوى معيشي يليق بها؟!
رابعا، لا يمتلك حسين أي مستوى ثقافي فهو لا يعرف ملكة انجلترا ولا نفرتيتي وبالطبع هند رستم، فهو جاهل بالرموز السياسية والتاريخية والفنية.
خامسا، بدأ الفيلم بأن حسين رجل فاضل لا يكذب ويريد أن يُفصح عن خيانة عبد القادر لزوجته إذا سألته، أما هو فقد سقط في أول اختبار، ورأى أن الغاية تُبرر الوسيلة، فالكذب أصبح تجمُلا حلالا للظفر بقلب سميحة.
سادسا، فإن حسين يفتقد للتهذيب، فهو لا يُجامل مرات عمه عندما طهت "الكريب سوزيت، مرددا "ايه القرف ده"، وعلى الجانب الآخر فقد صمت لوسي ولم يرد الإهانة حين اتهمه عبد القادر النشاشجي بكونه لا يُشبه الرجال ولا يعُقل أن يكون واحدا منهم.
سابعا، فإن لوسي يتميز بذكاء يفوق من حوله، فهو الوحيد الذي لم تنطلي عليه إشاعة أن هند رستم تُحب "خرونج" زي ده، فلماذا الاصرار على إظهاره بصورة الراقص "الهلاس" فقط!
ورغم كل الانتقادات التي وجهها عبد القادر النشاشجي إلى لوسي، فإن فكرة الفيلم تدور حول جعل حسين يُشبهه والدليل أنه قال لابنته سميحة " اهو طلع افتك من سي لوسي" أي أن لوسي هو وحدة القياس الذي يعطي القيمة لحسين! إذا فلماذا كل هذا التجني على لوسي، هل لأنه أنيق، عصري، صادق، متسق مع ذاته أم لأنه يحيا الحياة التي يمكن فيها أن تختار تخصصك وتحب ما تدرس وتعمل حتى تصل إلى درجة الاتقان، فليس فقط يرقص كأي راقص وإنما يتقن عدة لغات و"يرقصهم كمان"أم لأن المثل يقول خذوا الحكمة من أفواه المجانين، فيجب أن نتبنى وجهة نظر عبد القادر، زير النساء والمهمل في عمله ونُدين لوسي!.










Comments